Powered By Blogger

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

ست البنات

"البنت المتربية" ...


كعادة كل يوم فى هذا الوقت تمر من ذلك الشارع فى طريقها إلى المنزل، بعد أن تنهى عملها،، العصر  تحديداً مرت هذا اليوم، كانت مجهدة من يوم عملها الشاق، بجانب شجارها مع مديرتها بشأن طلب أجازة، الذي رفضته المديرة بحجة كثرة العمل، كانت تضع سماعات الاذن، تسمع حليم وهو يصدح برائعته ع قد الشوق، سارحة في خيالاتها ولا تدري من هذه الدنيا شيئا، تحاول أن تخمد نيران حنقها وغيظها.
هي عادة لاتهتم بالسياسة ولا بالسياسين ولا بما يجري في البلد من مظاهرات أو مطلبات، حياتها محصورة بين عملها، عائلتها، تليفونها المحمول بأغانيه، ومسلسلها التركي ببطلها الوسيم، الذي تحلم فقط بأن يرزقها الخالق برجل في ربع وسامته، ويا الله  لو تستجيب السماء.
كان يعم الشارع هرج ومرج  وهي كالتائهة لاتفهم ولاتعرف تحاول أن تسير بجانب الحائط لعلها  تصل نهاية الشارع بامان لكن الأشخاص التي تتحرك أمامها في كل اتجاه هي من تحدد مسارها.
فجاءة رأت أشخاص تسابقها من خلفها ، حالة الهرج زادت حدتها، رأت الوجوه  تتشابه امامها، ليست الملامح وأنما شيئا يشبه القناع، قناع من الذعر كسي الوجوه فأصبحت جميعا تتشابه، إلتفتت إلي الخلف لتتبين الموقف، لكنها ما لبثت أن شعرت بإصتطدام يهز أرجاءها، ارتطمت بأرض صلبة، شعرت معها بالتوهان وربما شيئا من الدوار، سمعت أو ربما هيئ  إليها من خيالات الأشخاص التي كانت تجري بذعر منذ دقيقة أمامها، _البنت وقعت_ ألحقوا شيلوها يا جدعان_ العساكر هتاخدها، شدوها_، شعرت بعدها        بنفس  الأشخاص يحاولون مساعدتها علي النهوض، وعندما فشلت في أن تسند طولها، حاولوا جرها لكن مطاردة العساكر لهم كانت أقرب وأسرع،  وجدت نفسها مطروحة علي الأرض مرة إخري، هي كالمخدرة لا تدري من زج بها في هذه التمثيلية السخيفة، لاتستطيع  تمييز ما أذا كان مايحدث حقيقة أم أنه حلم، لا بل كابوس، كابوس سئ، تود لو تضرب خدها علها تفيق منه.
هم أقتربوا بسرعة البرق وكمن وجد فريسة مهيئة للإلتهام أمامه، راحوا يجردونها من نفسها، يسلخونها من سترها، ويخطون فوق جسدها الضعيف المبعثر تحت أقدامهم،  راحوا يطغون و يطغون ويطغون حتي توحدوا مع الطاغي نفسه، لم يتركوا فرصة لأنفسهم حتي يشعروا بتأنيب الضمير.
هي ويالحظها العثر لم تجد سوي التراب لتستر به جسدها المتاح، الذي أصبح أمام الجميع  كما خلقها الباري،  شعرت بطعم الملح بفمها يمتزج بمرار العلقم، تجسد أمامها الذل ماثلا يواجهها بعينان مليئتان بإبتسامة تحمل من السخرية أكثر مما تحمل من الشر، وسيلا من الدمع الحار يجرح خدها، تحاول أن تغسل به ذنبها في أنها ربما أخطأت بالمرور من هنا.
 هم لم يرحموا ضعفها وظلوا في بغيهم قائمون، ينهالوا عليها، حتي إستعاد الأشخاص الأولون شجاعتهم وأتزانهم ليعودوا وينتشلوها من إيديهم ثانية.




البنت الفلول ...



بحكم وجود سكنها في قلب الأحداث ، فهي تعرف كذب وإدعاء من يطلقون علي أنفسهم الثوار، تعرف جيداً أن الجيش هو الحصن الأخير الذي لا يجب  المساس به وإلا ستنهار البلد حتما، تكاد تجزم أن هؤلاء المدعين هم مجرد أشخاص مندسين، حاصلين علي أموال من الخارج  لتنفيذ مخططات فوضي في وطنها الحبيب "من يوم النكسة "الثورة" ما اتعملت والبلد بتتحرك من سئ لأسوء، منهم لله البعدة اللي عايزين يخربواا البلد"، وهذا لسان حالها.
قررت ان تأخذ الكاميرا الخاصة بها وتنزل في  هذا اليوم  تحديدا، لتكشف كذب هؤلاء  المدعيين، نزلت من بيتها في ذروة الاشتباكات لم تعرف ان الموقف وصل إلي هذا الحد، رأت في البداية أشخاص تغطي الدماء  وجهوههم ، وعندما شعرت بقطرة شفقة تتسلل إلي قلبها، أعملت عقلها الذي عنف قلبها وبشدة، ومنعها من التعاطف، انهم مخربون لا يريدون الخير لبلدها، يستحقون كل ما يحدث لهم.
 كانت تقترب شيئا فشيئا من موقع المواجهات واعتداء الغاشمون علي جنود مصر البواسل  خير أجناد الأرض، لفت نظرها وجود طفل لا يتعدي الخامسة عشر من عمره، يلتقط الحجارة بحماس ويحاول بأقصي عزمه أن يقذفها في اتجاه الجانب الذي يربض عليه البواسل، بدأت تصوير الطفل ومنه لأشخاص أخرين يفعلون الشئ نفسه.
 وسط هذا المشهد طرأ مشهد جديد، رأت أشخاص تجري مهرولة في عكس إتجاها، حالة الهرج زادت حدتها، رأت الوجوه  تتشابه امامها، ليست الملامح وأنما شيئا يشبه القناع، قناع من الذعر كسي الوجوه فأصبحت جميعا تتشابه،حاولت أن تتبين الموقف، لكنها ما لبثت أن شعرت بإصتطدام يهز أرجاءها، ارتطمت بأرض صلبة، شعرت معها بالتوهان وربما شيئا من الدوار، سمعت أو ربما هيئ  إليها من خيالات الأشخاص التي  كانت تجري بذعر منذ دقيقة أمامها هي نفسها الأشخاص التي كانت تقذف الحجارة علي الجيش، _البنت وقعت_ ألحقوا شيلوها يا جدعان_ العساكر هتاخدها، شدوها_،  شعرت بعدها بنفس  الأشخاص يحاولون مساعدتها علي النهوض، وعندما فشلت في أن تسند طولها، حاولوا جرها لكن مطاردة العساكر لهم كانت أقرب وأسرع،  وجدت نفسها مطروحة علي الأرض مرة إخري، هي كالمخدرة لا تدري ما الذي حدث، من زج بها في هذه التمثيلية السخيفة، لاتستطيع  تمييز ما أذا كان مايحدث حقيقة أم أنه حلم، لا بل كابوس، كابوس سئ، تود لو تضرب خدها علها تفيق منه، فهي بالأساس فلول ، وتؤيد الجيش!!
هم أقتربوا بسرعة البرق وكمن وجد فريسة مهيئة للإلتهام أمامه، راحوا يجردونها من نفسها، يسلخونها من سترها، ويخطون فوق جسدها الضعيف المبعثر تحت أقدامهم، راحوا يطغون و يطغون ويطغون حتي توحدوا مع الطاغي نفسه، لم يتركوا فرصة لأنفسهم حتي يشعروا بتأنيب الضمير.
هي ويالحظها العثر لم تجد سوي التراب لتستر به جسدها المتاح، الذي أصبح أمام الجميع  كما خلقها الباري،  شعرت بطعم الملح بفمها يمتزج بمرار العلقم، تجسد أمامها الذل ماثلا يواجهها بعينان مليئتان بإبتسامة تحمل من السخرية أكثر مما تحمل من الشر، وسيلا من الدمع الحار يجرح خدها، تحاول أن تغسل به ذنبها في أنها ربما أخطأت بالنزول من بيتها لتصوير إنتهاكات الثوار.
هم لم يرحموا ضعفها وظلوا في بغيهم قائمون، ينهالوا عليها، حتي إستعاد الأشخاص الأولون شجاعتهم وأتزانهم ليعودوا وينتشلوها من إيديهم ثانية.




البنت الثورجية ...



نهار غائم بعد ليلة طويلة مليئة بالدماء كالعادة!!،  نهار لا يختلف كثيرا عن سابقه، أستيقظت فيه علي أخبار الإعتداء الذي شنه جنود العسكر علي الثوار،  تشعر بالحنق عليهم، تود لو يقع أحدهم تحت يديها، تريد أن تخلص فيه غضب كل تلك الأيام التي عذبوها فيها هي وأخواتها  _نعم منحتهم شرف الأخوة، وعن جدراة  إستحقوه_، أن تنهي  آلالام وإحباطات وعذابات ليالي كثيرة قضتها في برد الشتاء وصهد الصيف، علها تكتب بداية جديدة لبلدها، علها تسطر حروف الحرية علي صفحة الغد البعيدة، علها تستطيع أن ترفع رأسها بفخر وتنشد بصوت عالي أرفع راسك فوق أنت مصري.
ذهبت في إتجاه المواجهات،  لتفعل الشئ الوحيد الذي تحسن فعله علاج المصابين، فكرت وما أكثرهم!!
في البداية قابلت عدد من الأشخاص الذين تنوعت إصاباتهم بين فتح بالجبهة والرأس و جروح سطحية في الأقدام والأذرع، واصلت مسيرها بعد أن إشار لها بعضهم أن بالداخل الإصابات أخطر وأكثر، علها تستطيع أن تساعد أو تنقذ شخص يكون في حاجة لها.
ربما تكون قد توغلت أكثر من اللازم، عندما شعرت ببعضا من الخطر يحيق بها فالعسكر أمامها يتدافعون وراء الثوار بنوع من التحدي والغرور، يمسكون عصيهم وهرواتهم ، علي أتم إستعداد أن يهشموا بها كل ما يقابلهم من أخضر ويابس.
 حالة الهرج زادت حدتها، رأت الوجوه  تتشابه امامها، ليست الملامح وأنما شيئا يشبه القناع، قناع من الذعر كسي الوجوه فأصبحت جميعا تتشابه، حاولت أن تستدير وتبدأ رحلة الركض الخاصة بها هي الإخري، لكن القدر لم يمهلها الفرصة، شعرت بإصتطدام يهز أرجاءها، ارتطمت بأرض صلبة، شعرت معها بالتوهان وربما شيئا من الدوار، سمعت أو ربما هيئ  إليها من خيالات الأشخاص التي  كانت تجري بذعر منذ دقيقة أمامها، _البنت وقعت_ ألحقوا شيلوها يا جدعان_ العساكر هتاخدها، شدوها_، شعرت بعدها        بنفس  الأشخاص يحاولون مساعدتها علي النهوض، وعندما فشلت في أن تسند طولها، حاولوا جرها لكن مطاردة العسكر لهم كانت أقرب وأسرع،  وجدت نفسها مطروحة علي الأرض مرة إخري، هي كالمخدرة لا تدري  لما يحدث بهم ذلك، من زج بها في هذه التمثيلية السخيفة، لاتستطيع  تمييز ما أذا كان مايحدث حقيقة أم أنه حلم، لا بل كابوس، كابوس سئ، تود لو تضرب خدها علها تفيق منه.
هم أقتربوا بسرعة البرق وكمن وجد فريسة مهيئة للإلتهام أمامه، راحو يجردونها من نفسها، يسلخونها من سترها، ويخطون فوق جسدها الضعيف المبعثر تحت أقدامهم،  راحوا يطغون و يطغون ويطغون حتي توحدوا مع الطاغي نفسه، لم يتركوا فرصة لأنفسهم حتي يشعروا بتأنيب الضمير.
هي ويالحظها العثر لم تجد سوي التراب لتستر به جسدها المتاح، الذي أصبح أمام الجميع  كما خلقها الباري،  شعرت بطعم الملح بفمها يمتزج بمرار العلقم، تجسد أمامها الذل ماثلا يواجهها بعينان مليئتان بإبتسامة تحمل من السخرية أكثر مما تحمل من الشر، وسيلا من الدمع الحار يجرح خدها، تحاول أن تغسل به ذنبها في أنها ربما أخطأت عندما دافعت عن قضيتها.
 هم لم يرحموا ضعفها وظلوا في بغيهم قائمون، ينهالوا عليها، حتي إستعاد الأشخاص الأولون شجاعتهم وأتزانهم ليعودوا وينتشلوها من إيديهم ثانية.



الاثنين، 19 ديسمبر 2011

مين اللى عاقل فينا ، مين مجنون !!



قريت مرة فى رواية لـ باولو كويلو  أسمها "فيرونيكا تقرر ان تموت" جملة نسيتها دلوقتى _ لو أفتكرتها هاكتبها بعدبن _
 بس الجملة دى أوحت ليا  بأن اللى بيميز المجنون عن العاقل انه بيتحرر من خوفه، فبيعمل كل حاجة ممكن تخطر ع باله،  قصاد ان العاقل بيفضل دايما اسير خوفه، فبتفوته تقريبا كل متع الحياة اللى بيخاف يعملها،
وبالتالى فان الموضوع نسبى و اصبح مش مفهوم مين فيهم المجنون ومين العاقل،
هل العاقل اللى بيفضل مقيد طول الوقت ولا اللى بيعمل كل حاجة بعد ما بيحرر عقله م الخوف.

السبت، 17 ديسمبر 2011

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

ع هامش الانتخابات


"خلاص أهو ،، أهو أهو .....
هتيجى أهى ،،، أهى اهى"
جلس خلف مقود سيارته يردد كلمات الأغنية بصوت عالى، يحاول أن يجارى به صوت المذياع الذى يصدح بتلك الاغنية الشعبية المنتشرة بكثرة هذه الأيام،  يحرك عجلات سيارته على الإيقاع ، غير عابئ بتذمر الركاب،
  يعاملهم  بأَنَفةً  الهابطين منها والصاعدين،
"اقعد يا باشا جنب الانسة هنا" 
"تعالى يا ماما اقعدى هنا"
"براحة يا عم ع الباب"
"مين مادفعش؟!!"
صعد إلى السيارة شيخ كبير السن يحمل على وجهه  امارات  الطيبة والسماحة،
كما يحمل لحية طويلة شاخت من طول السنين أو من طول العناء. 
ما لبث الرجل أن يستريح على مقعده حتى بادره السائق، بعد أن خفض صوت الموسيقى قليلاً،
"ها يا  شيخنا هنختار مين بكره؟؟"
رد الرجل "والله يا ابنى ما عارف حاجة الواحد بقى تايه وسطهم كلهم"
أسرع السائق "يعنى مش النور يا عم الشيخ"
فرد الشيخ "مش عارف بس كلهم بيقولــــ ..."
فاطع السائق قبل أن يكمل الرجل كلمته " لأ إن شاء الله النور ،، هما اللى هيصلحوا حال البلد ويصلحوا حالى وحالك ،، عايزين البلد تتعدل بقى"  
لم ينتظر رد الشيخ أدار مفتاح الصوت مرة إخرى ليغمر صوت الكاسيت العربة من جديد 
"أهوووو أهوووو .......... هنيجى أهى ،،، أهي أهي" .