غريب أمر الصدف، تقع حيث لا محل لها من الإعراب
كنت استمع لأغنية والله تستاهل يا قلبي بصوت العبقري سيد مكاوي في خلفية مشهد
استعين فيه بهذه المدونة لأتعرف أكثر على كاميل كلوديل وعلاقة الحب التي جمعتها بمعلمها أوغست رودان
صاحبة المدونة تري أن بقاء كلوديل مع رودان وحبها له، هو السبب في انطفاء وهجها كفنانة، وتري انها لو كانت اتخذت القرار الصائب بالابتعاد عن رودان في الوقت المناسب فأن مشوارها الفني كان سيستمر حتماً ولربما كانت ادهشتنا بعدد أخر لا نهائي من
تحفاتها الفنية
فكرت، طب وكيف لصاحبة هذه المدونة من معرفة ما كان يدور برأس كاميل في تلك اللحظة اللعينة التي اصرت فيها على البقاء في ظل
رودان، وكيف لها أن تعي إن الحب قد يكون سبب لها نشوة وسعادة أكثر بكثير من تلك التي كانت لتحصل عليها لو استمرت في عملها كنحاتة، حتى ان المعاناة كلها التي عاناتها في حياتها بما في ذلك تواجدها في مصح عقلي، وتخلى أهلها عنها، ربما كانت في نظرها لا شيء كمقابل لتلك
اللحظات السعيدة أو الحزينة _لا يهم_ التى كانت برفقته فيها
تخيلت ، تخيلت كاميل بخصلات شعر نافرة هنا وهناك في ليلة شتاء باردة، عارية، لكنها لا تشعر ببرودة الجو طالما كانت زجاجة الخمر أمامها، على تلك الترابيزة الدائرية القابعة تماماً في منتصف الغرفة، عليها مفرش أبيض متسخ قليلاً، له حافة من الدانتيلا الملون، تنظر هي إلى الكوب الموضوع بجانب الزجاجة، لا تدري لماذا أحضرته فهي تشرب من الزجاجة مباشرة على أي حال، لا يهم، في خلفية المشهد يوجد جهاز الجرامافون العتيق يدور بلا توقف، تخرج منه نغمات والله تستاهل يا قلبي، كاميل تدندن مع مكاوي، وتنظر بعيون غير دامعة إلى التمثال الذي نحتته بيديها ليُعبر ربما عن علاقتها برودان، وأخيراً عندما ينطق مكاوي
إذا كان حظي ناسيني
مين أروحله أشكيله حالي
تبتسم! فقط تبتسم !!