كانت تتحدث إلى صديقتها عبر الهاتف, عندما صعد إلى الميكروباص. جلس فى المقعد أمامها ,لم تلتفت إليه ولا تدرى ان كان نظر إليها أو لا .
كانت تجلس بجانب الشباك وتنظر إلى الطريق بينما تتناقش مع صديقتها فى موضوع خاص بهما.
وتموضع هو فى نفس المكان فى الكنبة الأمامية.
مرت دقائق بعد صعوده لم تحسبها ,حانت منها بعدها نظرة إلى الأمام وعادت ثانية. لكن ذاكرتها المرئية حملت معها صورة بدأت تستوعبها بعد ثلاث ثوان من عودة نظرها إلى الطريق .
فهذا الرجل الجالس أمامها كان يحمل فى يديه موبيل ذو كاميرتين فى مجال رؤيتها. شكل الشاشة يدل على أن أحدى هاتين الكاميرتين مفتوحة, تحديدا الكاميرا الأمامية . الصورة الموجودة على الشاشة أمامها تبدو مألوفة ... هى ... هى.. صورتها.
فجأة شعرت بحالة من الغليان بداخلها, عصبية مفاجئة تملكت أطرافها .
كيف له أن يتعدى عليها بهذه الطريقة؟!!
أغلقت الهاتف مع صديقتها بعصبية تجلت فى صوتها الذى أرتفع عن نبرته الطبيعية ,والطريقة المفاجئة التى حاولت أن تنهى بها المكالمة جعلت صديقتها على الطرف الاخر تقلق وتسألها إن كان ثمة شئ قد حدث !!
لم تجاوب صديقتها, وأغلقت الهاتف, وهى تحاول أن تستجمع أفكارها وترتبها لتعرف ماذا تفعل ؟
فهذا موقف غريب عليها ولا تدرى ماذا تفعل ؟ هل تصرخ فيه ماذا تفعل !!! أم تحاول أستجداء المساعدة من الأشخاص القليلين الموجودين بالسيارة والذى يبدو أنهم لم يلاحظوا شئ , أم تحاول أن تخطف الهاتف منه بأى طريقة .
بدأت ترتبك وتضعف ويضعف معها موقفها وقضيتها...
هو على ما يبدو علم أنها رأته وبدأ يتلفت شمالا ويمينا مثل اللصوص .
نظر إلى الخلف فوجد عيونا مليئة بالغضب والاستحقار لم يستطع أن يصمد أمامها طويلا, والتفت ثانية إلى الأمام.
هى, عيونها كانت تعكس ما يجيش بداخلها من مشاعر غضب وكره لهذا الشخص.
لكن لسانها عجز ان ينقل ما يدور فى عقلها من سباب.
مع كل لحظة تمر تشعر بأنها تفقد السيطرة على الموقف, تضيع حقها, وتضعف.
ظلت تحاول وتحاول أن تقتل هذا الصمت, هذا التبلد, وهذا الضعف. لكن حالة من الجمود كانت قد تملكتها.
لم تستطع أن تفعل معها شيئا سوى الاستمرار فى النظر إلى رأس هذا الكائن أمامها.
ظل هو على ارتباكه والتفاته شمالا ويمينا. إلى أن جاءت المحطة التى غادر فيها السيارة. لكنه لم يذهب قبل أن يلقى عليها نظرة أخيرة.
وقتها استجمعت هى كل شجاعتها وبصقت فى وجهه بصقة حملت كل معانى الغضب والاستحقار,ثم أسندت رأسها إلى زجاج النافذة , وبدأت دموعها تنحدر على خديها فى صمت.
لذيذ الاسلوب..واشعر بنضج فيه
ردحذفكل مرة بتكتبى حاجة جديدة بيبقى فيه تحسن..بس اخر المقال جابلى رعب...تبصق ايه بس ..بس الاسلوب جميل